الأخبار

النمو الاقتصادي الأخضر وتعزيز مشاركة الشباب والاهتمام بصحة البشر مخرجات "أبوظبي للمناخ" إلى قمة الأمم المتحدة

اعتمد "اجتماع أبوظبي للمناخ" مجموعة من القضايا والمبادرات والإجراءات الهامة الواجب العمل عليها ضمن مسيرة العمل المناخي لطرحها على جدول أعمال قمة الأمم المتحدة للمناخ المزمع اقامتها في نيويورك سبتمبر المقبل.

وجاءت قضايا ضرورة تعديل آليات التعامل مع التغير المناخي من كونه التحدي الأخطر الذي يواجه البشرية، إلى جعله فرصة اقتصادية واجتماعية للنمو والتطور عبر دعم التحول نحو الاقتصاد الأخضر، وزيادة الاهتمام بصحة البشر بموازاة الحفاظ على البيئة في إطار العمل المناخي، وزيادة مشاركة وتمكين فئة الشباب.

وكان الاجتماع الذي استضافته العاصمة الإماراتية أبوظبي بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة على مدار يومي 30 يونيو، و1 يوليو الماضيين، استهدف خلق حالة من الزخم السياسي للالتزام بأهداف اتفاق باريس للمناخ، وأهداف التنمية المستدامة، وتحديد أجندة العمل والقضايا والمبادرات التي سيتم العمل عليها خلال قمة الأمم المتحدة للمناخ.

فعاليات الاجتماع

وشملت أجندة فعاليات الاجتماع خلال اليومين مجموعة واسعة ومتخصصة من الجلسات والاجتماعات والنقاشات، وفي اليوم الأول أكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة خلال الكلمة الافتتاحية للاجتماع على ضرورة تغيير نظرة وآلية التعامل مع التغير المناخي من كونه التهديد الأكبر الذي يواجه البشرية، إلى كونه فرصة تحمل إمكانيات عدة للنمو اقتصادياً واجتماعيا إذا ما أُحسن استغلالها، مستعرضا تجربة الإمارات في التحول نحو الاقتصاد الأخضر ونشر استخدام حلول الطاقة المتجددة محلياً وعالمياً.

وبدوره أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيراس خلال كلمته أنه على الرغم من الجهود المبذولة في العمل من أجل المناخ عالمياً، إلا أننا ما نزال بعيدين عما يجب أن نحققه، موضحاً أن اجتماع أبوظبي يضع العمل من أجل المناخ على المسار الصحيح لتحديد خطط العمل عليه خلال المرحلة المقبلة.

وشدد على أهمية الشباب في العمل على كافة القضايا المطروحة على الساحة العالمية، وبالأخص العمل من أجل المناخ.

وتضمنت فعاليات اليوم الأول من الاجتماع حواراً لممثلي فئة الشباب الذي جاؤوا من 30 دولة حول العالم، وأتيحت الفرصة للشباب لطرح اسئلتهم حول هذا النوع من العمل على الأمين العام للأمم المتحدة ومعالي الدكتور ثاني الزيودي، وأدار الحوار معالي شما بنت سهيل المزروعي وزيرة الدولة لشؤون الشباب، وجياثما ويكراماناياكي، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشباب.

وشملت فعاليات اليوم الأول 3 جلسات لاجتماعات القادة رفيعة المستوى، وهي اجتماع القادة حول رفع سقف طموحات العمل من أجل المناخ، واجتماع القادة حول تعزيز المساهمات الوطنية المحددة، واجتماع القادة حول تحول قطاع الطاقة.

وترأس وأدار جلسات اليوم الأول مجموع من صناع القرار والمختصين العالمين منهم سعادة باتريشيا إيسبينوزا المديرة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المعنية بتغير المناخ، كارولينا شميدت رئيسة الدورة الـ 25 من مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي، وأكيم ستاينرمدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وراشيل كايت كبير المسؤولين التنفيذيين لمبادرة الطاقة المستدامة للجميع.

وفي مستهل اليوم الثاني من الاجتماع استعرضت نائب الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد مخرجات النقاشات التي جرت خلال اليوم الأول وحددت توجهات اليوم الثاني، مثنية على جهود دولة الإمارات ونموذجها العالمي في العمل من أجل المناخ ونشر حلول الطاقة المتجددة عالمياً.

الصحة العامة والمناخ

وشهدت فعاليات اليوم الثاني الاجتماع الأول من نوعه لوزراء الصحة والوزراء المعنيين بقطاع المناخ عالمياً بهدف تسليط الضوء على مدى تأثر الصحة العامة للبشر بهذا التغير وضرورة ربطها بمسيرة وقرارات العمل المناخي، وخلال الاجتماع أعلنت منظمة الصحة العالمية عن إصدارها ملف دولة الإمارات حول التهديدات المناخية وتأثيرها على الصحة العامة، كنموذج فعال للتطبيق.

ولمزيد من تعزيز دور الشباب في العمل المناخي شهدت فعاليات اليوم الثاني تنظيم جلسة حوارية لممثلي الشباب مع رؤساء الجلسات، وأتيحت خلالها الفرصة للشباب لطرح أسئلتهم حول طبيعة المناقشات والمخرجات التي تم التوصل لها.

واختتم الاجتماع أعماله بندوة مشتركة بين معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وسعادة أمينة محمد نائب الأمين العام للأمم المتحدة، والتي طالبت خلالها من الشباب المشاركين وشباب العالم بشكل عام بأن يكونوا استباقيين وأن يفرضوا تواجدهم في كافة المجالات، فهم الأقدر على النجاح وصناعة المستقبل.

وترأس وأدار جلسات اليوم الثاني مجموع من صناع القرار والمختصين العالمين منهم أمينة محمد نائب الأمين العام للأمم المتحدة، والدكتور تيدروس أدهانوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، والدكتورة ماريا نيرا، مديرة إدارة الصحة العمومية والمحددات البيئية والاجتماعية في منظمة الصحة العالمية.

إلى ذلك شهد الاجتماع حضور أكثر من 2000 مشارك من مسؤولين رفيعي المستوى ووزراء وصناع قرار ومختصين وخبراء عالميين يمثلون ما يتجاوز 160 دولة حول العالم، كما شهد مشاركة ما يزيد عن 500 من ممثلي الشباب جاؤوا من 30 دولة حول العالم.

مسيرة من الجهود

وتعليقاً على النجاح الذي حققه الاجتماع، قال معالي الدكتور ثاني الزيودي: " بفضل رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة باتت دولة الإمارات تضطلع بدور ريادي ضمن الجهود العالمية للعمل من أجل المناخ ونشر حلول الطاقة المتجددة والحرص على استضافة وتنظيم الاحداث الدولية المعنية بهذا المجال".

وأشار الزيودي إلى الجهود الحثيثة التي قادها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي وفريقه الذي ضم معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة والعديد من الوزراء والمسؤولين قبل 10 سنوات لاستضافة المقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" في مدينة مصدر بأبوظبي، والتي أعقبها في عام 2014 استضافة العاصمة أبوظبي الاجتماع الوزاري رفيع المستوى حول تغير المناخ، مما يؤكد على التزام الدولة بالتعاون مع المجتمع الدولي لإيجاد حلول مستدامة تسهم في الحد من ظاهرة التغير المناخي.

وأضاف: "سعينا عبر الاجتماع إلى تحويل النظرة العالمية السلبية للتغير المناخي والتي تتعامل معه كتهديد وخطر فحسب، إلى نظرة إيجابية ترى فيه فرصة لتحول لحقبة جديدة من النمو الاقتصادي المبني على المعايير الخضراء، واستعرضنا نموذج الإمارات في التحول نحو الاقتصاد الأخضر للتأكيد على نجاح هذه النظرة في الحفاظ على حياة ملايين البشر وخلق العديد من فرص العمل، والصناعات الجديدة حول العالم."

وأشار إلى أن الاجتماع تمكن من نقل النموذج الذي تتعامل به دولة الإمارات مع فئة الشباب من تعزيز وتمكين واشراك في كافة القضايا والتخطيط للمستقبل، حيث اتيحت لهم الفرصة لعرض وجهات نظرهم وطرح اسئلتهم على صناع القرار والمسؤولين العالمين.

وأثنى معاليه على الدور الهام الذي قام به المتطوعين من فريق بصمة سعادة التطوعي والذين بلغ عددهم 62 متطوع في تعزيز التنظيم الجيد لنشاطات وفعاليات الاجتماع وتوفير المساعدة اللازمة لكافة المشاركين لتسهيل مهامهم.

مشاريع وتوجهات

وكان معالي الدكتور الزيودي قد تناول في أحاديثه وكلمته خلال الاجتماع مسيرة ونموذج دولة الإمارات في نشر حلول الطاقة المتجددة، متطرقا إلى مشروع نور أبوظبي، وكاشفاً عن مشروع جديد للطاقة الشمسية في منطقة الظفرة في أبوظبي تصل طاقته الإنتاجية إلى 2 جيجا وات (ضعف قوة مشروع نور أبوظبي)، كما كشف عن توجه عالمي لوقف تصنيع منتجات البلاستيك ذات الاستخدام الواحد لخفض معدل النفايات البلاستيكية عالمياً ولتعزيز نموذج الاستهلاك المستدام لهذا النوع من المنتجات، مؤكدا على ضرورة رفع الوعي المجتمعي بسلوكيات الإنتاج والاستهلاك المستدامين والتي تمثل أحد أنجع الحلول للتعامل مع تحديات التلوث البلاستيكي، لاسيما وأن البلاستيك بات عنصراً رئيساً في عمليات الإنتاج لكافة الصناعات الرئيسية.

للمزيد من المعلومات

media@moccae.gov.ae

مزيد من الأخبار