رحلتي مع الابتكار

الأربعاء، 05 سبتمبر 2018

 

الابتكار (بتعريفي الشخصي): هو منتج متميز ينتج عند إبراز واستخدام الممكنات الشخصية المتميزة عند الفرد، وبالتالي فأن الجميع لديه هذه المميزات ولكن في مجالات مختلفة.

وبدأت رحلتي مع الابتكار بشغفي المستمر والمتواصل مع "كيف تعمل الأشياء " بحيث كنت افك ألعاب الاطفال لمعرفة مكوناتها والكيفية التي تعمل بها ، ومن خلال اهتمامي بهذه العملية التعليمية الذاتية البسيطة استطعت التعرف على  أسباب تعطل الألعاب بعد حدوث أي مشكلة فيها. وبعدها بدأت أتعرف بشكل عملي على أهم الممارسات الفنية والإجراءات المطلوبة عن حدوث أي طارئ تقني في المنزل وكيفية تقليص المخاطر المترتبة إلى أن يتم تصليح الخطأ من قبل المختصين في المجال.  

ومن أهم الممكنات من وجهة نظري التي تعزز من تطوير ابتكاراتك هو الاطلاع على الممارسات القائمة في الدول وثقافات الشعوب في تلك المجالات. وكان إحدى ابتكاراتي البسيطة "السلة العمودية المنزلية" والتي كانت بمثابة حل مستدام وغير مكلف لمشكلة، وبحيث أحدثت أثر كبير في تعزيز المشاركة العائلية وتقليل الجهد وخفض نسبة 60% من عدد المرات الذي يقوم بها الفرد في نقل الأشياء الصغيرة والخفيفة خاصة في الفلل.

وعلمتني هذه التجارب الكثير من الصبر وحب التجربة والعلم والإصرار وبذل الجهد.

 

فهل تشاركوني الرأي في أن الحاجة (المادية / المعنوية) أم الاختراع والابتكار!!

 

  رحلتي مع الإرث الأخضر

هل تعلم بأنه قبل 3.5 مليار عام كان الغلاف الجوي خالٍ من الأوكسجين، حيث كان يتكون من غاز الميثان، ثاني أكسيد الكربون، الهيدروجين والأمونيا فقط؟

ولكن من أين اتى الاكسيجين!!   ............................. " الطحالب " ....................

لقد أثبت الدراسات أن الطحالب تولت في تلك الفترة معالجة الهواء في الغلاف الجوي من خلال امتصاص غازات ثاني أوكسيد الكربون كمصدر رئيسي في نمو ها وتكاثرها. وكما تقوم بنفس عملية المعالجة (PHOTSYNTHESIS) برفع مستوى غار الاوكسجين في الهواء وبذلك استطاع الانسان العيش على كوكب الأرض.  

وكذلك فإن للطحالب فوائد كثيرة ومميزات عدة، منها أنها تقوم بتنقية الهواء من غاز ثاني أوكسيد الكربون ومعالجة الغبار المتولد في المناطق القريبة منها، ولها  أيضاً استخدامات كثيرة، كمصدر مستدام للطاقة (الوقود الحيوي) ومصدر لإنتاج المستحضرات التجميلية والدوائية والاسمدة العضوية.

وعليه قمت بتسمية المشروع "الإرث الأخضر" نسبةً إلى أن الطحالب هي الإرث الاقدم للأرض وللإنسان، التي ينبغي علينا المحافظة عليها وتنمينها بطريقة مناسبة تضمن فوائدها لنا ولأجيالنا القادمة.

وبدأت رحلتي مع الطحالب في السنة الأخيرة من دراستي الجامعية في الهندسة الكيميائية، حيث كانت مشروع التخرج "دراسة ميدانية وتجربة مخبرية في معالجة الطحالب للهواء المحيط" فكانت نقطة التحول في مسيرتي المهنية والعلمية. 

وبعد التخرج وانضمامي لوزارة التغير المناخي والبيئة (2012) كنت أقوم بتجارب عملية لاختبار دقة وجودة عمليات معالجة الطحالب للهواء المحيط.  وفي عام 2015 بادرت بتنفيذ فكرة " الإرث الأخضر “ حيث قامت الوزارة بإضافة المشروع ضمن مبادرات أسبوع الابتكار 2015

ولأهمية التطوير المستمر للمشروع بدأت بإعداد الهندسة القيمية وإعداد بعض التحاليل في مختبرات الوزارة، ما أضفى على المشروع المزيد من الأهمية والفائدة .

 وبعد إضافة مشروع " الإرث الأخضر" ضمن مبادرات الوزارة الابتكارية، كانت هناك فرصة جيدة لإبراز المشروع بحيث تم الاستعانة به في برنامج سفراء الكربون – الإصدار الثاني 2018 لتوجيه عدد من الخريجين الجدد لتنفيذ المشروع في استراحة الموظفين بديوان الوزارة الجديد.  ولله الحمد تم تتويج الوزارة لحصولها على المركز الأول في البرنامج.   وكانت جميع هذه الخطوات أساسية في تطوير المشروع، الذي تحول من  مجرد " فكرة" إلى "مشروع قائم" وسيتم تنفيذه قريبا.

وعلمتني هذه التجربة أن أكون مبادرة ومطلعة على التجارب السابقة حتى أتمكن من سد الثغرات وتطوير العمل بشكل أفضل.  كما كان للتعليم المستمر فوائد كبيرة في تطوير مهاراتي وأفكاري.

 

فهل تشاركوني الرأي في أن صفة "المُبادر" جدا مهمة في تطوير الذات وتعزيز فعالية الموظف في عمله!!

 

فاطمة الحبشي