الأخبار

بيان معالي الدكتور ثاني الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة بمناسبة يوم البيئة العالمي (5 يونيو 2017)

أكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي – وزير التغير المناخي والبيئة بأن التغييرات التي شهدتها علاقة الإنسان بالطبيعة في العقود الأخيرة، بما في ذلك أنماط العيش والاستغلال الكثيف للموارد بما يفوق قدرة الطبيعة على التجدّد، كانت سبباً رئيسياً لما نشهده من تدهور بيئي على المستوى العالمي في الوقت الحاضر.

وأضاف معاليه أن تصويب العلاقة بين الإنسان والطبيعة واستعادة التوازن بين الاحتياجات التنموية وقدرات الطبيعة يحظى باهتمام بالغ من قبل كافة الجهات المعنية في دولة الإمارات، مُستهلِمة في ذلك إرثاً حضارياً جسّدتهُ ممارسات أجدادنا وآبائنا، وعبّر عنه الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – بصورة واضحة حين قال "لقد كنا وما نزال ملتزمين بمبدأ التعايش بين الإنسان والطبيعة، وعلى الرغم من أن نمونا السكاني المتسارع الخطى، وبرامجنا الطموحة تتطلب استغلال المزيد من مواردنا، إلاّ أننا حاولنا تحقيق ذلك بطريقة تضمن الاستمرارية والتجدد".

جاء ذلك في بيان لمعاليه بمناسبة الاحتفال بيوم البيئة العالمي، الذي يصادف 5 يونيو من كل عام، ويأتي موضوع عام 2017 "ربط الناس بالطبيعة"، لتسليط الضوء على أهمية الطبيعة التي تُمثّل رأس مال البشرية والركيزة الأساسية للتنمية، بالإضافة إلى التوعية بأهمية العيش بانسجام مع الطبيعة واستثمار مواردها على نحو مستدام، خاصة في ظل الضغوط والتحديات الطبيعية والبشرية التي تتعرض لها كالنمو السكاني والاقتصادي وتغير المناخ.

وتابع الدكتور الزيودي أن علاقة الإنسان الإماراتي بالطبيعة ظلت تشغل حيزاً مهماً في اهتماماتنا. وحتى في غمرة انشغالنا بالنهضة التنموية الشاملة الممتدة لأكثر من أربعة عقود والتي أثرت على مختلف مناحي الحياة، كانت دولة الإمارات حريصة دائماً على تأصيل العلاقة بين الإنسان والطبيعة، وتعظيم قيمة الطبيعة في مختلف السياسات والخطط التنموية، منوّهاً إلى أن ذلك انعكس بشكل واضح في رؤية الإمارات 2021 التي استلهمت آفاقها من برنامج العمل الوطني لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان – رئيس الدولة (حفظه الله)، حيث أكدت الرؤية على أهمية "المحافظة على البيئة الطبيعية الغنية للوطن من الأخطار الناجمة عن الأنشطة البشرية عالمياً ومحلياً".

 

 

وانطلاقاً من هذا الوعي بأهمية الطبيعة وأهمية العيش بانسجام معها، أشار الدكتور الزيودي إلى أن الدولة حرصت على توفير الحماية المناسبة للعديد من المناطق، البرية والبحرية، ذات الحساسية البيئية أو ذات الأهمية التاريخية وتعزيز قدرتها على الصمود في وجه الضغوط والتحديات الطبيعية والتنموية، فتوسعت في إقامة المحميات الطبيعية التي يصل عددها اليوم الى 43 محمية مُعلنة رسمياً تُشكّل أكثر من 14% من مساحة الدولة، متجاوزة بذلك الهدف المحدد في الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي  2015-2021 من حيث المساحة ومن حيث الإطار الزمني، علاوة على العشرات من المناطق المحمية غير المُعلنة والتي يتمتع العديد منها بسمعة محلية ودولية مرموقة مثل جزيرة صير بني ياس التي توصف بأنها "سفينة نوح عربية" وجزيرة جرنين التي تم ضمها في عام 2003 الى مجموعة "هبة الأرض" التابعة للصندوق العالمي لصون الطبيعة .. وغيرها، منوّهاً إلى أن فتح العديد من المناطق المحمية للزوار  هو  فرصة ثمينة لتعزيز ارتباط الإنسان ببيئته الطبيعية.

وعلاوة على كل ذلك، قال الزيودي أن دولة الإمارات عملت على إنشاء مناطق طبيعية جديدة، وعلى تطوير المئات من المواقع الطبيعية وإقامة المنتجعات السياحية حول أهم المناطق الطبيعية والتاريخية ضمن مخططات التطوير الحضري، واستثمارها في تعزيز السياحة البيئية.

وذكر أن دولة الإمارات أولت اهتماماً خاصاً بربط الأجيال الناشئة ببيئتهم الطبيعية وتراثهم الحضاري، وذلك عن طريق إقامة العديد من المتاحف التاريخية والطبيعية، وعن طريق إقامة المهرجانات والمسابقات والمعارض التراثية على مدار العام، إضافة إلى  رفع مستوى وعي المجتمع بالأهمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للموارد الطبيعية وخدماتها، مشيراً معاليه إلى أن "البيئة المستدامة وقيمة الموارد الطبيعية" تمثل أحد الأهداف الاستراتيجية لنهج الاقتصاد الأخضر الذي تبنته الدولة بموجب استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء، وأن "تثمين رأس المال الطبيعي" هو أحد البرامج الرئيسية في الأجندة الخضراء للاستراتيجية.   

وأوضح معالي الوزير أن استثمار  السمعة المرموقة التي تتمتع بها دولة الإمارات كمقصد سياحي مهم يدعونا إلى  تسريع وتيرة العمل على وضع سياسة شاملة للسياحة البيئية، الخارجية والداخلية، تحقق التوازن المنشود بين النشاط الاقتصادي للسياحة من جهة، والمحافظة على الطبيعة الغنية للوطن والتعريف بقيمتها الحقيقية من جهة أخرى، خاصة ونحن أمام استحقاق وطني مهم يتمثل في "أكسبو 2020".

وفي ختام بيانه جدد الدكتور ثاني الزيودي دعوته إلى ضرورة تكثيف الجهود للتوعية بأهمية الخدمات التي تقدمها الطبيعة خاصة لدى الأجيال الناشئة، وضرورة الاهتمام بأنماط السلوك المستدامة من أجل العيش بانسجام مع الطبيعة.

 

للمزيد من المعلومات

media@moccae.gov.ae

مزيد من الأخبار