واستهدف التحدي الذي تم إطلاقه في مايو الماضي تحت شعار "الاقتصاد الدائري للغذاء" تحفيز رواد الأعمال والمبتكرين والشركات الناشئة على العمل على إيجاد حلول ابتكارية تعتمد على التفكير الإبداعي وتوظيف أحدث التقنيات لضمان مرونة سلاسل الإمداد الغذائي عالمياً وتعزيز التحول نحو اقتصاد دائري للغذاء.

ويركز الحل الابتكاري الذي قدمته شركة "بالم كو" الإماراتية على تعزيز معايير وسلوكيات الإنتاج والاستهلاك المستدامين عبر تقليل حجم النفايات، وتطوير آليات تغليف ذكية تضمن الحفاظ على جودة الطعام لفترات أطول باستخدام ألياف النخيل كمكون رئيس في عمليات التغليف والتعليب.

فيما ركز الحل الابتكاري الذي قدمته شركة " أي فارم" الفنلندية على تعزيز قدرات نظم الزراعة الحديثة وبالأخص الزراعة العمودية عبر تطوير قدرات استغلال اية مساحات متاحة في انشاء هذا النوع من المزارع وزيادة قدرته الانتاجية.

وفي المرتبة الثانية لفئة الفرق الابتكارية الشابة جاء فريق "كريكا بايو تك" الإماراتي، فيما استحوذت شركة "زيلنت" المكسيكية على المركز الثاني في فئة الشركات الناشئة.

وسيحصل الفائزين بالمركز الأول والثاني في فئة الفرق الابتكارية الشابة على باقة حضانة الأعمال والاستشارات الاستثمارية ودعم تسارع الأعمال من وزارة التغير المناخي والبيئة، وصندوق خليفة لتطوير المشاريع، ومؤسسة "Park  SRTI"، فيما سيحصل الفائزين بالمركزين الأول والثاني في فئة الشركات الناشئة على باقة تسريع الأعمال من مؤسستي Catalyst و SRTI Park، مع إمكانية لتقديم تمويل بقيمة 240 ألف دولار لتحويل حلولها الابتكارية إلى مشاريع قائمة.

وتعليقاً على إعلان النتائج قال الشيخ الدكتور ماجد القاسمي مستشار وزير التغير المناخي والبيئة: " يمثل تعزيز الاعتماد على الابتكار وتوظيف التقنيات الحديثة لإيجاد مستقبل مستدام، أحد أولويات دولة الإمارات، ومواكبة لهذه الأولوية سعت وزارة التغير المناخي والبيئة عبر هذا التحدي الافتراضي إلى توظيف القدرات الابتكارية لرواد الأعمال والشباب لإيجاد حلول تساهم في تحقيق أمن واستدامة الغذاء  الذي يمثل واحداً من أهم مستهدفات دولة الإمارات."

وأضاف: " إن الحالة التي أوجدها انتشار فيروس كورونا المستجد وما تم فرضه من إجراءات احترازية، أوضحت بشكل جلي مدى الحاجة لتطبيق مبادئ الاقتصاد الدائري للغذاء لضمان مرونة واستدامة سلاسل إمداد الغذاء في أوقات الازمات، لذا يمثل التحدي مبادرة مبتكرة لإيجاد حلول ابتكارية قادرة على تحقيق هذا الهدف."

وأشار إلى أن " التحدي يأتي ضمن استراتيجية عمل الوزارة التي تعمل بشكل دائم على إطلاق مبادرات معزز لتوظيف التقنيات الحديثة في تحقيق الاستدامة، وتعزيز الشراكة مع فئات المجتمع كافة من قطاع حكومي وخاص وأفراد، بالإضافة إلى تعزيز القدرات الابتكارية لدى الشباب وإشراكهم في رسم وصناعة المستقبل."

واستقبل التحدي منذ انطلاقه في النصف الأخير من مايو الماضي 339 طلب مشاركة من فرق وشركات ناشئة، تم تأهيل 112 طلب يمثلون 44 دولة حول العالم 43 منها لفئة الفرق الابتكارية الشابة، و69 لفئة الشركات الناشئة، وعبر لجنة تحكيم تضم 10 خبراء ومتخصصين، تم اختيار 12 فريقاً يمثلون 8 دول، و20 شركة ناشئة يمثلون 15 دولة حول العالم للانتقال إلى المرحلة النهائية من التصفيات.

ووفقا لأعداد المشاركات والمتأهلين استحوذت دولة الإمارات على التمثيل الأقوى في فئتي التحدي في المرحلة النهائية بأربعة فرق ابتكارية شابة، و4 شركات ناشئة، يليها في حجم المشاركات لبنان بفريقين وشركة ناشئة، وثم كندا بثلاث شركات ناشئة.

وخلال الأسبوعين الماضيين عكفت الفرق والشركات المشاركة في المرحلة النهائية على تطوير أفكارها ونماذجها الأولية للحلول لضمان إمكانية تطبيقها بكفاءة عالية، وفي حدث تفاعلي افتراضي أقيم على مدار يومي 20، 21 يوليو الجاري عرضت الفرق والشركات حلولها الابتكارية على لجنة التحكيم.

وشملت قائمة الحلول الابتكارية التي ركز عليها التحدي كفاءة المياه – الري الذكي، كفاءة الطاقة في القطاع الزراعي، ابتكارات الزراعة بدون تربة وفي وسط استنباتي جديد، وتقنيات الدفيئة والزراعة الذكية، و إدارة فقد الأغذية وهدرها، وقنوات التوزيع والتوصيل، والتعبئة والتغليف المستدامين، والزراعة الحضرية.

ومن جهتها قالت موزة عبيد الناصري الرئيس التنفيذي بالإنابة لصندوق خليفة لتطوير المشاريع : "إن صندوق خليفة ملتزم منذ تأسيسه قبل نحو 13 عاماً بدعم وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال وتشجيع الابتكار ودعم المبتكرين في مختلف المجالات والقطاعات لافتة إلى أن الصندوق شارك في تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج النوعية التي تهدف إلى خلق مشاريع وكيانات قادرة على تعزيز التوجه الحكومي في إيجاد اقتصاد معرفي مستدام.

وأوضحت أن تحدي "كوف هاكاثون" يشكل مثالاً بارزاً للعمل المشترك والتعاون الوثيق بين المؤسسات من أجل إرساء منصة للشركات الناشئة ورواد الأعمال الطموحين لعرض مفاهيمهم الابتكارية."

وأضافت: "وبينما نواصل مسيرتنا لتحقيق رؤية أبوظبي الاقتصادية ورؤية الأجندة الوطنية لدولة الإمارات 2021، سيستمر صندوق خليفة في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وتمكينها من الابتكار وريادة الأعمال حتى تتمكن من تطوير وتنفيذ حلول مستدامة من شأنها تعزيز مكانة دولة الإمارات الرائدة في قطاع الاستدامة، ورفع مستويات الأمن الغذائي في البلاد، والعمل لتحقيق اقتصاد دائري متقدم".

ومن جهته قال آرا فيرنيزيان المؤسس والرئيس لشركة STRATECIS، ورئيس قسم الابتكارات والخبرة في منصة "انوفيشن 4 جود" : " يسعدنا أن نشهد هذه الحجم من التفكير الابتكاري من الشركات الناشئة وفرق العمل الشابة في منطقتنا، الأمر الذي ينبئ بالقدرة على مواجهة كافة التحديات وإيجاد مستقبل مستدام وأفضل."

وأضاف: " ستعمل المنصة بشكل مكثف على تطوير قدرات هذه الفرق والشركات لمزيداً من تعزيز قدراتهم الابتكارية، وربطهم مع رجال الأعمال والمستثمرين والخدمات الاستشارية التي تضمن تحويل حلولهم ونماذج أعمالهم إلى مشاريع حقيقية على أرض الواقع."

لمزيد من المعلومات حول تحدي "كوفـ - هاكثون" برجاء استخدام الرابط التالي:

https://www.i4good.com/thecohack