الأخبار

"أبوظبي للمناخ" يعزز الاعتماد على الشباب ودعم ابتكاراتهم من أجل المناخ

طرح ممثلو الشباب المشاركون في اجتماع أبوظبي للمناخ مجموعة من التساؤلات التي ركزت على طبيعة آليات وسبل دعم ابتكارات وابداعات الشباب في مجال العمل من أجل المناخ، وكيفية توفير التمويلات اللازمة لتحقيق هذا الدعم، وآلية التعامل مع مشكلة النفايات المتزايدة وتلويثها للبيئات البحرية والبرية وبالأخص نفايات البلاستيك على رؤساء الجلسات الرئيسية التي شهدها اليوم الأول من الاجتماع، خلال جلسة شارك فيها وأدارها معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة.

وقال معالي الدكتور الزيودي: " إن الشباب يمثلون الفئة الأقدر على التأثير في كافة القضايا العالمية، لما يملكوه من مهارات للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، ولكونهم الأكثر دراية بطبيعة احتياجاتهم الحالية والمستقبلية، لذا يجب العمل على تعزيز مشاركتهم في العمل لمواجهة التحدي الأهم الذي يواجه البشرية."

وأضاف: " اجتماع أبوظبي للمناخ شكل منصة متميزة لإبراز دور الشباب في قضايا المناخ، حيث شهد مشاركة 500 من ممثلي الشباب يمثلون ما يزيد عن 30 دولة حول العالم، شاركوا جميعهم في كافة النقاشات والجلسات التي شملتها فعاليات الاجتماع."

وطالب معالي الدكتور الزيودي المسؤولين وصناع القرار العالميين بمزيد من الاعتماد على فئة الشباب في تسريع وتيرة العمل من أجل المناخ، واتخاذ قرارات والتزامات فعالة من دورها تحقيق اهداف اتفاق باريس للمناخ وأهداف التنمية المستدامة بعيداً عن بيروقراطية التفاوض الاعتيادية.

ورداً على أسئلة الشباب حول دعم ابتكاراتهم، قال معاليه: " لابد في البداية من بناء الثقة مع الشباب عبر توفير منصات ذات جدوى لتقديم ابتكاراتهم وابداعاتهم لصناع القرار والمستثمرين، وفي الوقت ذاته يجب العمل على رفع وعي القطاع المصرفي والجهات القادرة على التمويل ورجال الأعمال بأهمية دعم مشاريع الشباب التي تستهدف تحقيق الاستدامة، مشيرا إلى تجربة دولة الإمارات ممثلة في وزارة التغير المناخي والبيئة في إيجاد هذا النوع من المنصات، حيث نظمت لدورتين متتاليتين ملتقى تبادل الابتكارات في المناخ على هامش أسبوع ابوظبي للاستدامة والذي استهدف عرض ابتكارات الشباب في مجال الاستدامة والعمل من أجل المناخ على منصة تجمعهم بالمستثمرين ورجال الأعمال.

ورداً على تساؤل من الشباب حول النفايات البلاستيكية وجدوى حملات تنظيف المحيطات منها في وقت ترتفع نسب استهلاك البلاستيك وتعود النفايات مرة أخرى لتلويث البيئة البحرية، طالب معالي الدكتور الزيودي الشباب بعدم تحميل أخطاء سلوكيات البشر لصناعات باتت تدخل في أدق تفاصيل الحياة اليومية.

وأوضح أن حل مشكلة نفايات البلاستيك لا تكمن في وقف التصنيع، وانما في رفع وعي الأفراد بمنظومة الاستهلاك المستدام القائمة على خفض وترشيد الاستهلاك ثم العمل على فرز النفايات وإعادة استخدامها أو معالجتها.

ولفت إلى وجود توجه عالمي حاليا لوقف تصنيع منتجات البلاستيك التي تستخدم لمرة وحدة فحسب، لصالح القابلة للإعادة الاستخدام والتدوير.

وفي كلمة ختامية للجلسة قالت أمينة محمد نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشباب المشاركين " كونوا استباقين، وأفرضوا تواجدكم في كافة المجالات والقطاعات، فأنتم الأقدر على النجاح والتأثير، أنتم من تصنعون المستقبل."

وخلال الجلسة استعرض رؤساء الجلسات اجتماع القادة التي تم عقدها ضمن فعاليات اليوم الأول طبيعة ما تم تناوله وتوصياتهم خلال الجلسات.

استعراض الجلسات

وقال أكيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن جلسة المساهمات الوطنية المحددة التي ترأسها استعرضت ما تم إنجازه والالتزام به من المساهمات خلال المرحلة الماضية وتقييمها، وما تتطلبه المرحلة المقبلة.

وقالت باتريشيا إسبينوزا، الرئيس التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ والتي ترأست جلسة "رفع الطموح" أن مناقشات الجلسة أكدت أننا ما نزال رغم كافة جهودنا، بعيدين عما يجب أن نصل اليه في مسيرة العمل من أجل المناخ، ما يتطلب رفع سقف طموحنا وبذل مزيد من الجهود وفرص مزيد من الالتزامات.

وقالت راشيل كيتي، المدير التنفيذي لمبادرة الطاقة المستدامة للجميع والتي ترأست جلسة "تحول الطاقة": "إن المناقشات تناولت متطلبات وجهود زيادة نشر حلول الطاقة المتجددة عالمياً، واستناداً لتجربة الإمارات اتاج اجتماع ابوظبي للمناخ فرصة رائعة لإيصال رسالتنا للعالم أجمع بضرورة تسريع وتيرة تحول الطاقة ومتطلبات هذا التحول."

تقييم وتوجيه

وكانت فعاليات اليوم الثاني من اجتماع ابوظبي للمناخ قد بدأت بجلسة افتتاحية قدمت خلالها نائب الأمين العام للأمم المتحدة سعادة أمينة محمد تقييم وتعليق على ما شمله اليوم الأول من مناقشات وجلسات، كما شملت الجلسة استعراض شامل لنشاطات وأعمال اليوم الثاني والختامي للاجتماع.

وقالت سعادة أمينة محمد: " إنه على الرغم من وجود حراك وجهد عالمي مبذول للعمل من أجل المناخ خلال الفترة الماضية، إلا أننا لم نكن على المسار الصحيح لذا ما تزال هناك عقبات وتحديات عدة تواجه الوصول لأهداف اتفاق باريس للمناخ وأهداف التنمية المستدامة"، موضحة أن اجتماع أبوظبي للمناخ شكل خلال يومي انعقاده منصة مثالية لتصحيح المسارات وتحديد التوجهات المطلوبة والقرارات والإجراءات التي سيتم طرحها على قمة الأمم المتحدة للمناخ والتي بدورها ستعمل على تحقيق حالة الالتزام العالمي للعمل من أجل المناخ."

وأوضحت أن فعاليات اليوم الأول من الاجتماع تناولت مجموعة من القضايا الحساسة والهامة في مسيرة العمل من أجل المناخ مثل ضرورة وقف التعدين عن الفحم بحلول 2020، وأهمية تعديل البنية السياسية عالمياً لتصب في مصلحة مزيداً من التحول نحو الاقتصاد الأخضر، إضافة إلى تعزيز الصندوق الأخضر للمناخ وحشد التمويلات اللازمة له بحلول 2020.

وأثنت نائب الأمين العام للأمم المتحدة على اهتمام دولة الإمارات باشراك أعداد كبيرة من ممثلي الشباب في فعاليات اجتماع أبوظبي للمناخ، الأمر الذي يضمن تعزيز مشاركة هذه الفئة الهامة من المجتمع في مسيرة العمل المناخي ورسم التوجهات والسياسات المستقبلية لها.

وجدير بالذكر أن اجتماع أبوظبي للمناخ قرر دعوة ممثلي الشباب للمشاركة في الجلسة الافتتاحية لتسليط الضوء على أهميتهم كفاعلين في العمل العالمي وقادة للمستقبل، وأحد أهم العوامل التي يمكن الاعتماد عليها في تعزيز جهود العمل من أجل المناخ، ولكون الأجيال المقبلة هي من ستتحمل العواقب الأهم للتغير المناخي في حال لم يتم العمل على مواجهتها الأن.

وشهد الاجتماع مشاركة ما يزيد عن 500 شاب من طلبة ومتطوعين ونشطاء في العمل من أجل المناخ من دولة الإمارات ودول عدة أخرى حول العالم.

ويمثل الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا 42% من سكان العالم، ما يجعلهم الفئة الأكثر أهمية وتأثيراً في كافة القضايا المطروحة على الساحة العالمية.

 

للمزيد من المعلومات

media@moccae.gov.ae

مزيد من الأخبار